(1-1) قصص النّبيّين
(1-2) من كسر الأصنام؟
(1-3) بائع الأصنام
(1-4) قبل أيّام كثيرة جدّا...
(1-5) كان في قرية رجل مشهور جدّا.
(1-6) وكان اسم هذا الرّجل آزر.
(1-7) وكان آزر يبيع الأصنام.
(1-8) وكان في هذه القرية بيت كبير جدّا.
(1-9) وكان في هذا البيت أصنام، أصنام كثيرة جدّا.
(1-10) وكان النّاس يسجدون لهذه الأصنام.
(1-11) وكان آزر يسجد لهذه الأصنام.
(1-12) وكان آزر يعبد هذه الأصنام.
(2-1) ولد آزر
(2-2) وكان آزر له ولد رشيد، رشيد جدّا.
(2-3) وكان اسم هذا الولد إبراهيم.
(2-4) وكان إبراهيم يرى النّاس يسجدون للأصنام.
(2-5) ويرى النّاس يعبدون الأصنام.
(2-6) وكان إبراهيم يعرف أنّ الأصنام حجارة.
(2-7) وكان يعرف أنّ الأصنام لا تتكلّم ولا تسمع.
(2-8) وكان إبراهيم يعرف أنّ الأصنام لا تضر ولا تنفع.
(2-9) وكان يرى أنّ الذّباب يجلس على الأصنام فلا تدفع.
(2-10) وكان إبراهيم يقول في نفسه: لماذا يسجد النّاس للأصنام؟
(2-11) وكان إبراهيم يسأل نفسه: لماذا يسأل النّاس الأصنام؟
(3-1) نصيحة إبراهيم
(3-2) وكان إبراهيم يقول لوالده:
(3-3) يا أبي، لماذا تعبد هذه الأصنام؟
(3-4) ويا أبي، لماذا تسجد لهذه الأصنام؟
(3-5) ويا أبي، لماذا تسأل هذه الأصنام؟
(3-6) إنّ هذه الأصنام لا تتكلّم ولا تسمع!
(3-7) وإنّ هذه الأصنام لا تضرّ ولا تنفع!
(3-8) ولأيّ شيء تضع لها الطّعام والشّراب؟
(3-9) وإنّ هذه الأصنام يا أبي لا تأكل ولا تشرب!
(3-10) وكان إبراهيم ينصح لقومه، وكان النّاس يغضبون ولا يفهمون.
(3-11) قال إبراهيم أنا أكسر الأصنام إذا ذهب النّاس، وحينئذ يفهم النّاس.
(4-1) إبراهيم يكسر الأصنام
(4-2) وجاء يوم عيد ففرح النّاس.
(4-3) وخرج والد إبراهيم وقال لإبراهيم: ألا تخرج معنا؟
(4-4) قال إبراهيم: أنا سقيم!
(4-5) وذهب النّاس وبقي إبراهيم في البيت.
(4-6) وجاء إبراهيم إلى الأصنام، وقال للأصنام: ألا تتكلّمون؟ ألا تسمعون؟
(4-7) هذا طعام وشراب، ألا تأكلون؟ ألا تشربون؟
(4-8) وسكتت الأصنام لأنّها حجارة لا تنطق.
(4-9) قال إبراهيم: ﴿ما لكم لا تنطقون﴾
(4-10) وسكتت الأصنام وما نطقت.
(4-11) حينئذ إبراهيم غضب وأخذ الفأس.
(4-12) وإبراهيم ضرب الأصنام بالفأس وكسر الأصنام.
(4-13) وترك إبراهيم الصّنم الأكبر وعلّق الفأس في عنقه.
(5-1) من فعل هذا
(5-2) ورجع النّاس ودخلوا في بيت الأصنام.
(5-3) وأراد النّاس أن يسجدوا للأصنام لأنّه يوم عيد.
(5-4) ولكن تعجّب النّاس ودهشوا.
(5-5) وتأسّف النّاس وغضبوا.
(5-6) قالوا: ﴿من فعل هذا بآلهتنا﴾؟
(5-7) ﴿قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له: إبراهيم﴾.
(5-8) ﴿قالوا ءأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم﴾؟
(5-9) ﴿قال بل فعله كبيرهم هذا فسألوهم إن كانوا ينطقون﴾.
(5-10) وكان النّاس يعرفون أنّ الأصنام حجارة.
(5-11) وكانوا يعرفون أنّ الحجارة لا تسمع ولا تنطق.
(5-12) وكانوا يعرفون أنّ الصّنم الأكبر أيضا حجر.
(5-13) وأنّ الصّنم الأكبر لا يقدر أن يمشي ويتحرّك.
(5-14) وأنّ الصّنم الأكبر لا يقدر أن يكسر الأصنام.
(5-15) فقالوا لإبراهيم: أنت تعلم أنّ الأصنام لا تنطق.
(5-16) قال إبراهيم: فكيف تعبدون الأصنام وإنّها لا تضرّ ولا تنفع؟
(5-17) وكيف تسألون الأصنام وإنّها لا تنطق ولا تسمع؟
(5-18) ألا تفهمون شيئا؟ أفلا تعقلون؟
(5-19) وسكت النّاس وخجلوا.
(6-1) نار باردة
(6-2) اجتمع النّاس وقالوا: ماذا نفعل؟
(6-3) إنّ إبراهيم كسر الأصنام وأهان الآلهة!
(6-4) وسأل النّاس: ما عقاب إبراهيم؟ ما جزاء إبراهيم؟
(6-5) كان الجواب: ﴿حرّقوه وانصروا ءالهتكم﴾.
(6-6) وهكذا كان: أوقدوا نارا وألقوا فيها إبراهيم.
(6-7) ولكنّ اللّه نصر إبراهيم وقال للنّار:
(6-8) ﴿يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم﴾.
(6-9) وهكذا كان، كانت النّار بردا وسلاما على إبراهيم.
(6-10) ورأى النّاس أنّ النّار لا تضرّ إبراهيم.
(6-11) ورأى النّاس أنّ إبراهيم مسرور، وأنّ إبراهيم سالم.
(6-12) ودهش النّاس وتحيّروا.
(7-1) من ربّي؟
(7-2) وذات ليلة رأى إبراهيم كوكبا، فقال: هذا ربّي.
(7-3) ولمّا غاب الكوكب قال إبراهيم: لا! هذا ليس بربّي.
(7-4) ورأى إبراهيم القمر فقال: هذا ربّي.
(7-5) ولمّا غاب القمر قال إبراهيم: لا! هذا ليس بربّي.
(7-6) وطلعت الشّمس فقال إبراهيم: هذا ربّي هذا أكبر﴾.
(7-7) ولمّا غابت الشّمس في اللّيل قال إبراهيم: لا! هذا ليس بربّي.
(7-8) إنّ اللّه حيّ لا يموت.
(7-9) إنّ اللّه باق لا يغيب.
(7-10) إنّ اللّه قويّ لا يغلبه شيء.
(7-11) والكوكب ضعيف يغلبه الصّبح.
(7-12) والقمر ضعيف تغلبه الشّمس.
(7-13) والشّمس ضعيفة يغلبها اللّيل ويغلبها الغيم.
(7-14) ولا ينصرني الكوكب لأنّه ضعيف.
(7-15) ولا ينصرني القمر لأنّه ضعيف.
(7-16) ولا تنصرني الشّمس لأنّها ضعيفة.
(7-17) وينصرني اللّه.
(7-18) لأنّ اللّه حيّ لا يموت.
(7-19) وباق لا يغيب.
(7-20) وقويّ لا يغلبه شيء.
(8-1) ربّي اللّه
(8-2) وعرف إبراهيم أنّ اللّه ربّه.
(8-3) لأنّ اللّه حيّ لا يموت.
(8-4) وأنّ اللّه باق لا يغيب.
(8-5) وأنّ اللّه قويّ لا يغلبه شيء.
(8-6) وعرف إبراهيم أنّ اللّه ربّ الكوكب!
(8-7) وأنّ اللّه ربّ القمر!
(8-8) وأنّ اللّه ربّ الشّمس!
(8-9) وأنّ اللّه ربّ العالمين!
(8-10) وهدى اللّه إبراهيم وجعله نبيّا وخليلا.
(8-11) وأمر اللّه إبراهيم أن يدعو قومه ويمنعهم من عبادة الأصنام.
(9-1) دعوة إبراهيم
(9-2) ودعا إبراهيم قومه إلى اللّه ومنعهم من عبادة الأصنام قال إبراهيم لقومه: ما تعبدون؟
(9-3) ﴿قالوا نعبد أصناما﴾.
(9-4) قال إبراهيم:
(9-5) ﴿هل يسمعونكم إذ تدعون؟﴾
(9-6) ﴿أو ينفعونكم أو يضرّون؟﴾
(9-7) ﴿قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون﴾
(9-8) قال إبراهيم: فأنا لا أعبد هذه الأصنام.
(9-9) بل أنا عدوّ لهذه الأصنام.
(9-10) أنا أعبد ربّ العالمين.
(9-11) ﴿الّذى خلقنى فهو يهدين﴾.
(9-12) ﴿والّذى هو يطعمنى ويسقين﴾.
(9-13) ﴿وإذا مرضت فهو يشفين﴾.
(9-14) ﴿والّذى يميتنى ثمّ يحيين﴾.
(9-15) وإنّ الأصنام لا تخلق ولا تهدي.
(9-16) وإنّها لا تطعم أحدا ولا تسقي.
(9-17) وإذا مرض أحد فهي لا تشفي.
(9-18) وإنّها لا تميت أحدا ولا تحيي.
(10-1) أمام الملك
(10-2) كان في المدينة ملك كبير جدّا، وظالم جدّا.
(10-3) وكان النّاس يسجدون للملك.
(10-4) وسمع الملك أنّ إبراهيم يسجد للّه ولا يسجد لأحد.
(10-5) فغضب الملك وطلب إبراهيم.
(10-6) وجاء إبراهيم وكان إبراهيم لا يخاف أحدا، إلا اللّه.
(10-7) قال إبراهيم: ربّي اللّه!
(10-8) قال الملك: من اللّه يا إبراهيم؟
(10-9) قال إبراهيم: ﴿الّذى يحى ويميت﴾.
(10-10) قال الملك: ﴿أنا أحي وأميت﴾.
(10-11) ودعا الملك رجلا وقتله.
(10-12) ودعا رجلا آخر وتركه.
(10-13) وقال: أنا أحي وأميت، قتلت رجلا وتركت رجلا. وكان الملك بليدا جدّا،
(10-14) وكذلك كلّ مشرك.
(10-15) وأراد إبراهيم أن يفهم الملك، ويفهم قومه، فقال إبراهيم للملك: ﴿فإنّ اللّه يأتي بالشّمس من المشرق فأت بها من المغرب﴾.
(10-16) فتحيّر الملك وسكت.
(10-17) وخجل الملك، وما وجد جوابا.
(11-1) دعوة الوالد
(11-2) وأراد إبراهيم أن يدعو والده أيضا، فقال له:
(11-3) يا أبت لم يعبد ما لا يسمع ولا يبصر؟
(11-4) ولم تعبد ما لا ينفع ولا يضرّ؟
(11-5) ﴿يا أبت لا تعبد الشّيطان﴾.
(11-6) يا أبت اعبد الرّحمن!
(11-7) وغدب والد إبراهيم وقال: أنا أضربك فاتركني ولا تقل شيئا.
(11-8) وكان إبراهيم حليما، فقال لوالده: ﴿سلام عليك﴾.
(11-9) وقال له: أنا أذهب من هنا وأدعو ربّي.
(11-10) وتأسّف إبراهيم جدّا، وأراد أن يذهب إلى بلد آخر، ويعبد ربّه، ويدعو النّاس إلى اللّه.
(12-1) إلى مكّة
(12-2) وغضب قوم إبراهيم وغضب الملك وغضب والد إبراهيم.
(12-3) وأراد إبراهيم أن يسافر إلى بلد آخر ويعبد فيه اللّه ويدعو النّاس إلى اللّه.
(12-4) وخرج إبراهيم من بلده وودّع والده.
(12-5) وقصد إبراهيم مكّة ومعه زوجه هاجر.
(12-6) وكانت مكّة ليس فيها عشب ولا شجر.
(12-7) وكانت مكّة ليس فيها بئر ولا نهر.
(12-8) وكانت مكّة ليس فيها حيوان ولا بشر.
(12-9) ووصل إبراهيم إلى مكّة ونزل فيها.
(12-10) وترك إبراهيم زوجه هاجر وولده إسماعيل، ولمّا أراد إبراهيم أن يذهب قالت زوجه هاجر إلى أين يا سيّدي؟ أتتركني هنا؟
(12-11) أتتركني وليس هنا ماء ولا طعام!
(12-12) هل أمرك اللّه بهذا؟
(12-13) قال إبراهيم: نعم!
(12-14) قالت هاجر: إذا لا يضيعنا!
(13-1) بئر زمزم
(13-2) وعطش إسماعيل مرّة وأرادت أمّه أن تسقيه ماء
(13-3) ولكن أين الماء؟ ومكّة ليس فيها بئر ومكّة ليس فيها نهر!
(13-4) وكانت هاجر تطلب الماء وتجري من الصّفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصّفا.
(13-5) ونصر اللّه هاجر ونصر إسماعيل فخلق لهما ماء.
(13-6) وخرج الماء من الأرض وشرب إسماعيل وشربت هاجر وبقي الماء فكان بئر زمزم.
(13-7) فبارك اللّه في زمزم وهذه هي البئر الّتي يشرب منها النّاس في الهجّ
(13-8) ويأتون بماء زمزم إلى بلدهم.
(13-9) هل شربت ماء زمزم؟
(14-1) رؤيا إبراهيم
(14-2) وعاد إبراهيم إلى مكّة بعد مدّة.
(14-3) ولقي إسماعيل ولقي هاجر وفرح إبراهيم بولده إسماعيل.
(14-4) وكان إسماعيل ولدا صغيرا يجري ويلعب ويخرج مع والده.
(14-5) وكان إبراهيم يحبّ إسماعيل جدّا
(14-6) وذات ليلة رأى إبراهيم في المنام أنّه يذبه إسمعيل.
(14-7) وكان إبراهيم نبيّا صادقا وكان إبراهيم خليل اللّه فأراد أن يفعل ما أمره اللّه في المنام.
(14-8) وقال إبراهيم لإسماعيل: ﴿إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى﴾.
(14-9) ﴿قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين﴾
(14-10) وأخذ إبراهيم إسماعيل معه وأخذ سكّينا.
(14-11) ولمّا بلغ إبراهيم منى أراد أن يذبح إسماعيل.
(14-12) واضطجع إسماعيل على الأرض وأراد إبراهيم أن يذبح فوضع السّكّين على حلقوم إسماعيل.
(14-13) ولكنّ اللّه يحبّ أن يرى: هل يفعل خليله ما يأمره وهل يهبّ اللّه أكثر أو يحبّ ابنه أكثر.
(14-14) ونجح إبراهيم في الإمتحان.
(14-15) فأرسل اللّه جبريل بكبش من الجنّة وقال: اذبح هذا ولا تذبح إسماعيل!
(14-16) وأحبّ اللّه عمل إبراهيم فأمر المسلمين بالذّبح في عيد الأضحى.
(14-17) صلّى اللّه على إبراهيم الخليل وسلّم.
(14-18) صلّى اللّه على ابنه إسماعيل وسلّم.
(15-1) الكعبة
(15-2) وذهب إبراهيم وعاد بعد ذلك وأراد أن يبني بيتا لللّه
(15-3) وكانت البيوت كثيرة وما كان بيت لللّه يعبدون فيه اللّه.
(15-4) وأراد إسماعيل أن يبني بيتا لللّه مع والده.
(15-5) ونقل إبراهيم وإسماعيل الحجارة من الجبال.
(15-6) وكان إبراهيم يبني الكعبة بيده وكان إسماعيل يبني الكعبة بيده.
(15-7) وكان إبراهيم يذكر اللّه ويدعو.
(15-8) وكان إسماعيل يذكر اللّه ويدعو.
(15-9) ﴿ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السّميع العليم﴾
(15-10) وتقبّل اللّه من إبراهيم وإسماعيل وبارك في الكعبة.
(15-11) نحن نتوجّه إلى الكعبة في كلّ صلاة.
(15-12) ويسافر المسلمون إلى الكعبة في أيّام الهجّ ويطوفون بالكعبة ويصلّون عندها.
(15-13) بارك اللّه في الكعبة وتقبّل من إبراهيم وإسماعيل.
(15-14) صلّى اللّه على إبراهيم وسلّم.
(15-15) صلّى اللّه على إسماعيل وسلّم.
(15-16) صلّى اللّه على مهمّد وسلّم.
(16-1) بيت المقدس
(16-2) وكان لإبراهيم زوج أخرى. اسمها سارة.
(16-3) وكان لإبراهيم ولد آخر من سارة اسمه إسحاق.
(16-4) وسكن إبراهيم في الشّام وسكن إسحاق وبنى إسحاق بيتا لللّه في الشّام كما بنى أبوه وأخوه بيتا لللّه في مكّة.
(16-5) وهذا المسجد الّذي بناه إسحاق في الشّام هو بيت المقدس.
(16-6) وهو المسجد الأقصى الّذي بارك اللّه حوله وبارك اللّه في أولاد إسماعيل وكان فيهم أنبياء وملوك.
(16-7) ون لإسحاق ولضن اسمه يعقوب وكان نبيّا.
(16-8) وكان يعقوب له اثنا عشر ولدا منهم يوسف بن يعقوب.
(16-9) ويوسف له قسّة عجيبة في القرآن.
(16-10) وإليك هذه القصّة!